الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

نشوء صخور الاوفيولايت

هذه الصخور تشكل جزءاً مهما من أحد أهم منكشفات الصخور في سلطنة عمان والعالم، في هذا التركيب بتسميته العالمية (أوفيولايت سمائل)، وقد بدأت رحلة هذه الصخور عبر الحقب الجيولوجية المختلفة منذ 90 مليون سنة لتستقر في وضعها الحالي على أرض عمان، حيث إندفعت هذه الصخور ذات الأصل البركاني من قاع المحيط لتغطي مئات من الكميلومترات في داخل الاراضي العمانية.
حركة الإرتقاء الغير طبيعية لقاع المحيط حدثت نتيجة لإنفصال الصفيحة التكتونية العربية عن الصفيحة التكتونية الأوروأسيوية، وقد بدأت عملية الإنفصال هذه قبل ما يقارب 270 مليون سنة في قاع بحر شاسع يسمى بحر التيثيس. وقد أندفعت الحمم البركانية من أسفل قاع المحيط لتملأ الفارغ العملاق الذي أحدثته عملية الإنفصال بين الصفائح التكتونية، وقد تصلبت هذه الصخور وبردت لتكون قشرة محيطية جديدة قبل ما يقارب 90 مليون سنة.
وقد بدأت الصفائح في الإنفراج، حيث أكدت النظريات الجيولوجية في الظروف العادية انطمار القشرة المحيطية الأثقل أسفل القشرة القارية الأخف وزناً، وكان ما حصل في اراضي السلطنة استثناءاً مثيراً حيث إندفعت القشرة المحيطية إلى الأعلى على مدى 20 مليون سنة داخل الأراضي العمانية مكونة ما يسمى أوفيولايت سمائل، إذ إنها تعتبر أكبر وأفضل منكشف لصخور الأوفيولايت في العالم، يحوي جميع التراكيب المختلفة والصخور المكونة لتركيب الاوفيولايت من القمة إلى القاع، حيث يقدر طول التركيب بـ 500 كيلومتر وبعرض 80 كيلومتر.
وتحوي صخور الأوفيوليت العديد من المعادن كالنحاس والذهب والكروم. وقد أشتهرت عمان بتعدين خامات النحاس قبل ما يقارب 5000 سنة إبان حضارة مجان، حيث كان يصدر إلى الحضارات الأخرى لصناعة البرونز.
وتنتشر شواهد صناعة النحاس في عمان من خلال تواجد المواقع الأثرية التي تحوي الأفران المخصصة للصهر وبقايا صهر النحاس (خبث النحاس) في أماكن مختلفة من أراضي السلطنة في مواقع تواجد صخور الأوفيولايت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق